تمر العجوة متواتر عند أهل المدينة منذ العصر النبوي يتناقلها الأجيال، حيث قال عنها مؤرخ المدينة السمهودي قبل 500 عام: “ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلفُ عن السلف، يَعْلَمُها كبيرُهم وصغيرُهم علماً لا يقبلُ التشكيك”، وأن مزارعها متوارثة بين أهلها حتى اليوم. وكسبت عجوة المدينة بالذات شهرة عالمية بوصفه ثمرة مباركة يحرص معظم ساكني طيبة الطيبة وزائريها على تناولها غذاء واستشفاء، وقد وردت كذلك في الحديث النبوي: ” العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم. وورد عن النبيﷺ في الصحيحين وغيرهما حديث يفيد أن من أكل العجوة صباحا في البكور لا يضره سم ولا سحر في يومه ‏. فقد روى البخاري عن عامر بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال: ‏قال النبيﷺ  (‏ ‏من ‏ ‏اصطبح ـ وفي رواية : تصبح ـ‏ ‏كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) وفي رواية: ( سبع تمرات). ورواه مسلم أيضا في صحيحه ، فهو حديث متفق عليه. ‏ و: التصبح والاصطباح بمعنى التناول صباحا ، أي بين الفجر وطلوع الشمس. وفي رواية للبخاري تحديد هذه العجوة بعجوة المدينة : (من تصبح بسبع تمرات عجوة من تمر العالية) ، والعالية القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد، ولهذه الزيادة شاهد عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها بلفظ:(في عجوة العالية شفاء في أول البكرة) أي أول النهار . وفي رواية لمسلم أيضا عن عامر بن سعد بلفظ:(من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ) والمقصود : طرفي المدينة. وقد وقع مقيدا بالأكل سبعة أياما صباحا فيما أخرجه الطبري عن عائشة رضي الله عنها أنها : ( كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات ). وقد أخرج النسائي من حديث جابر رفعه “العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم” . وأما قوله : ( إلى الليل ) فمفهومه أن السر الذي في العجوة من دفع ضرر السحر والسم يرتفع إذا دخل الليل في حق من تناوله من أول النهار ، ويستفاد منه إطلاق اليوم على ما بين طلوع الفجر أو الشمس إلى غروب الشمس، ولا يستلزم دخول الليل